عُمَّارُ الأرضِ

عُمَّارُ الأرضِ

هَمَسَتْ في أُذْني تقول (محمد) بصوت عذب كأنما ترجلت النملات على رجلي تدغدغها فترتعش أنسام جلدي وتنتعش وما فتأت أبرح أبحث عن نواتج غفوتي تلك وصوت الترنيمة ذاك فسمعت مفسر أحلام يقول أنهم عُمَّارٌ لا أكثر ومن سمع كمن رأى ينفث عن يساره ويكمل مشواره لكنني استسلمت لصوتها العذب لطالما فَجَّ بكارة أذني حتى فَقَعْتَهَا الجِنِّيَّةُ واهتزَّتْ شَبَكَتُها واهتزَّت نياط القلب ولا غرو صوتها أنثوي وهكذا عادة كلِّ مُحِبٍّ الانغماسُ في أحلامه وأوهامه حتى يرى المتسابقين في الأرض سبقوه في كل ناحية قد استحوذوا على أراضيها وعمائرها فما أبقوا له مِترًا يتربع على مرباعه أو حتى يتقرفص عليه أي يجلس على ركبتيه ويلصق بطنه بفخذيه ويجعل كفيه تحت إبطيه هكذا هي الحياة وإعمارها في الأرض تقوية الإرادة وشُغْلٌ بلا هوادة بحثا عن الريادة وفي خضم الزحام يزهر تحقيق الأحلام فما كان بالأمس حُلُمًا أصبح تَوًّا حقيقةً والعملُ الدؤوبُ تُنِيرُهُ الدُّروبُ .


الوساطة العقارية